“الدرون” الطائرات بدون طيار من الفئة الشخصية



حققت الطائرات بدون طيار من الفئة الشخصية المُعدة للمستخدم التقليدي، والتي إشتُهرت مؤخرا تحت مُسمى “الدرون” Drone، ضجة كبيرة حول العالم، ويُعد الدرون الطائر AR.Drone من شركة Parrot الذي أُطلق في نُسخته الأولى من خلال فعاليات معرض إلكترونيات المُستهلك CES في العام ٢٠١٠ هو البداية الفعلية لطرح هذة الفئة من المُنتجات تجاريا للمُستخدم التقليدي، بعد أن كانت تلك المُنتجات مُقتصرة على الإستخدامات العسكرية، والتجارية، وبعض أغراض التصوير السينيمائي.
تأتي أجهزة “الدرون” بمفهومها الحديث في صورة طائرات صغيرة الحجم، في حجم ألعاب الأطفال، يتم التحكم بها عن بعد من خلال تطبيق خاص للتواصل معها عبر الهاتف المحمول. تطير هذة الطائرات اللاسلكية الصغيرة بإستخدام أربعة مراوح صغيرة الحجم ما يجعل حركتها ثابتة وإنسيابية، ويُمكنها من الثبات في مكانها في الهواء عند الحاجة الى ذلك. وتُزود بكاميرا رقمية عالية الجودة يتمكن المُستخدم من خلالها من رؤية الطريق لكي يتمكن من توجيه الطائرة الصغيرة، كما يُمكن إستخدامها لتصوير الفيديو والصور الرقمية. يُستخدم “الدرون” الشخصي حاليا لأغراض التصوير من أعلى، الملاحة وتفقد الطرق الغير ممهدة، وكذلك كلعبة إلكترونية من خلال عديد من تطبيقات الواقع الإفتراضي Augmented Reality التي تُتيح لأكثر من مُستخدم التنافس بإستخدام طائراتهم الصغيرة في سيناريوهات مُختلفة.
“الدرون” عقبات محلية وعالمية
لا تزال طائرات “الدرون” الشخصية الصغيرة تُواجه عقبات في سوق مُنتجات المُستهلك العالمية تتعلق بالسعر المُرتفع للموديلات عالية الجودة التي تُنتجها الشركات الشهيرة، وكذا غياب أية منصة أو مواصفات مُوحدة لهذة الفئة من المُنتجات تضمن التوافق فيما بينها، سواء فيما يتعلق بالتواصل البرمجي بينها، أو بتوافقية المُلحقات المتوفرة لها.
أما على الصعيد المحلي في المنطقة العربية، فتُواجه “الدرون” مٌشكلات أكثر تعقيدا تتعلق باللوائح والقوانين التنظيمية، حيث تحظر القوانين المحلية إستخدام الطائرات الشخصية بدون طيار الومُزودة بكاميرا رقمية في كل من السعودية، الإمارات العربية المُتحدة، ومصر، وبعض الدول العربية الأخرى، ويُعد “الدرون” في تلك الدول أداة تُمثل خطرا على الامن القومي.



منصة “كوالكوم فلايت” الجديدة وإتجاه نحو معايير موحدة
أطلقت شركة “كوالكوم” مؤخرا مِنَصَّة إلكترونية جديدة تحمل إسم “كوالكوم سناب دراغون فلايت” Qualcomm Snapdragon Flight، والمُعدة خصيصا للطائرات الصغيرة بدون طيار وكذلك للروبوتات الذكية. تأتي المنصة الجديدة بأبعاد تبلغ 58×40 ميليمتر، وتستخدم معالج سناب دراغون 801، وهو مُعالج رباعي الأنوية بسرعة ٢،٢٦ جيجا هرتز يُستخدم بالفعل في عدد كبير من الهواتف الذكية في الوقت الحالي. وتضم المنصة وحدة المعالجة المركزية أدرينو 330، وتقنية هيكساغون دي إس بي، ومحرك ترميز فيديو مخصص، ومعالجين لإشارة الصورة ISP.
تدعم المنصة الجديدة تصوير فيديو بدقة 4K، وتشتمل على نظام إتصالات ونظام ملاحي مُدمج متقدم يدعم واي فاي 802.11n، والجيل الرابع من تقنية بلوتوث، نظام تحديد المواقع العالمي باستخدام الأقمار الصناعية. وتتضمن المنصة مُستشعرات للضغط الجوي والإرتفاع لإستخدامها خلال توجيه الطائرات، كما تُتيح إمكانية الشحن السريع للبطارية.
وتأتي أهمية هذة المنصة الجديدة من “كوالكوم” في كونها ستُوحد من المعايير المُستخدمة في تصنيع الطائرات الصغيرة الشخصية بدون طيار، وستزيد من التوافق بينها، ما سيجعله من المُمكن تصنيع مُنتجات جديدة أخف وزناً وأصغر حجماً وأسهل استخداماً وأقل سعراً، وهو الأمر نفسه الذي تحقق في سوق الهواتف الذكية بعد ظهور منصات مُوحدة لتصنيعها، وبخاصة تلك التي تُنتجها “كوالكوم”. ويُنتظر أن تكون طائرات “الدرون” التي تعمل بالمنصة الجديدة متوفرة تجاريا خلال النصف الأول من عام 2016. يبقى السؤال الفعلي هو، هل سنرى تغيرا في توجهات التشريعات القانونية في المنطقة تُتيح للمُستخدمين في المنطقة العربية الإستفادة من تلك الصرعة الجديدة من مُنتجات المُستهلك الإلكترونية ؟؟!!

شكرا لك ولمرورك